الثلاثاء، 29 أبريل 2014

علاقة الفن بالمجتمع

عندما نطرح سؤالاً مهماً كعلاقة الفن بالمجتمع، يتبادر الينا مباشرة إلينا أمام قضية واحدة متكاملة لا تقبل الجزئيات الفن يعتبر وسيلة للحوار الحسي بين المجتمعات المتنامية منذ القديم وحتى يومنا هذا.فمنه نستطيع بث رسائل مفهومة لكل أصناف البشرية متجاوزة حدود اللغات التي تنطق بها أمم مختلفة الأعراف والجنسيات.  فهناك لغة واحدة مفهومة وواضحة تقبلها كل الأطراف هي محور تعبيرات نستشف  من خلالها الرؤية الإنسانية لهذه الجماعة. والنمط التي تتعايش به. تسوق لنا مجمل القضايا المنسجمة مع نسيج حضارتها وتطورها وتفاعلها ببوتقة المنظوم الكونية والتاريخ أكبر شاهد لهذا الكلام. مجمل قضايا تستطيع المجتمعات اختصار مفاهيمها ضمن الإطار الإبداعي. وتصعد كثيراً من القضايا التي تحكم بنيتها الأساسية والعقائدية والاقتصادية وما تسعى إليه من تواصل وارتقاء ضمن الصبغة الإنسانية. وهذا ما جسدته ريشة الفنان عبر العصور القديمة والحديثة .  والفن علاقة مولدة مع الإنسان ومتمثلة في مجمل معايشته اليومية فهي في المآكل والمشرب واللباس . حتى في المعايشة مع الشريك الآخر . فإذا لم يكن هناك فن وصبغة شمولية لصيغ العلاقات الإنسانية الودية بفن فلا يستطيع أحدنا أن يتواصل مع الآخر بشكل من الأشكال ويكون الحاصل هو خلل في ذوق العام يؤدي بالبنية الحياتية مهما اختلفت صيغتها سواءً كانت فردية أو جماعية إلى انحطاط بمستوى الإنسان الى حضيض الشر اللامتناهي. ويجب أن نعرف أن القدرة الإبداعية ليست مسألة متسامية عند كل الناس . فهناك علاقة نسبية في مسألة الخلق والإبداع الفني .  إن درجات الرهافة الحسية عند الفنان أكبر وأعمق وأكثر تأثيراً من الأشخاص العاديين . فعملية الخلق الفنية وجدت مع الإنسان منذ البدء والطبيعة أكبر مثال على ذلك . ويكون الإنسان الفنان أكثر مراقبة وتدقيق وبحث بكل المعطيات المتواجدة من حوله وبمحيطه . فهو يعيش مرحلة تواصل حسية دائمة مع الجماد والنبات والحيوان . ويستطيع أن يوجد بينه وبين ما ذكرت ويشكل دائم علاقات تواصل ومودة وألفة لا تختلف بجوهرها عن العلاقات التي يستطيع أن يتواصل معها مع أبناء طبيعته الواحدة. وهذا ما يكلفه بذل جهد أكبر وطاقة اضافية. من هنا نلاحظ أن العملية الإبداعية تحتاج من المبدع دائماً محرضاً  إضافياً . كي يساعده على تحويل الأشياء المحيطة وإضفاء الصبغة الحسية والعلاقة الجمالية مع أبسط الأشياء من حوله . هذا الأمر يحتاج الى الخبرة والمحاكاة والتجربة والتدريب . فهذه العناصر التي ذكرت ستؤدي بالنهاية الى ولادة إبداعية.  ولايقتصر الأمر في كثير من الأحيان على وجود علاقة فردية بين الفنان وبين ذاته . ولكن هناك مطالبة أكبر للمبدع بأن يترجم قضايا المجتمع السياسية والأقتصادية والعقائدية بلغة حسية تضفي البهجة على المحيطين به وتؤكد أنه القطب المرسل الغني لمجمل الشحنات الجمالية التي تثري وتغني الفقر الحاصل لدى الطرف الآخر وهو المتلقي. كم من أمور تقدم اليك على طبق من فضة وذهب لتجمل داخلك. هي حصيلة لمعاناة فرد استطاع من خلالها أن يضيف البهجة والمتعة الى حياتك بكل بساطة وسهولة . فهو النبع الذي منه تتدفق الأحاسيس وبرفاهته يتم تصعيد القضايا ومعالجتها لكي تنشر جواً من الشذا والعطر الداخلي الذي يحقق لك بالنهاية راحة وطمأنينة وسكينة  وهدوء وسلام.

هناك تعليقان (2):